للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حليهما رنينًا». ووزن خلخالها مئون من المثاقيل.

ناعمتها أم صدقٍ برةٌ ... وأبٌ برٌّ بها غير حكر

أي بخيل. وهذا كأنه من حديث أم زرع: «طوع أبيها، وطوع أمها، وملء كسائها، وغيظ جارتها».

لا تمس الأرض إلا دونها ... عن بلاط الأرض ثوبٌ منعفر

وهذا مما يقوي ما زعمناه من أنه رآها كاسية. وأذكر بعد قوله آنفًا يصف شعرها «فإذا ما أرسلته ينعفر» - ففي هذا صدى منه.

تطأ الخز ولا تكرمه ... وتطيل الذيل منه وتجر

وقوله «وتطيل الذيل منه وتجر» شاهد آخر:

وترى الريط مواديع لها ... شعرًا تلبسها بعد شعر

بضمتين جمع شعار وهو ما يلي الجسد من الثياب:

ثم تنهد على أنماطها ... مثلما مال كثيبٌ منقعر

أي لعظمها تهوي منهدة على الأنماط، حين تروم الراحة. وهذا من قول امرئ القيس «تميل عليه هونةً غير مجبال» مضافًا إليه قوله: «كحقف النقا يمشي الوليدان فوقه». وبالغ المرار بقوله: «تنهد» ليناسب ذلك عظم تمثاله.

ثم في قوله «تنهد» بعد إيحاء بشعوره هو، إذ رآها قائمة تمشي، فجمح بخيال المنى إلى رؤيتها في حال آخر:

عبق العنبر والمسك بها ... فهي صفراء كعرجون العمر

والعمر نخلة السكر، وقد شبه لونها بعرجونها الناعم الأصفر كما ترى. ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>