للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآيات التي فيها صفة جهنم.

يسأل الناس أحمى داؤه ... أم به كان سلال مستسر

وهي دائي وشفائي عندها ... منعته فهو ملويٌّ عسر

وهذا كقول عروة عفراء: «جعلت لعرّاف اليمامة حكمه» الأبيات

وهي لو يقتلها بي إخوتي ... أدرك الطالب منهم وظفر

وهذا تظرف بمعنى الثأر، وهو كثير عند الإسلاميين، تجده عند عمر وأضرابه. وكنايته عن الاشتهاء لا تخفى. قالت صاحبة ابن الدمينة:

فيا حسن العينين أنت قتلتني ... ويا فارس الخيلين أنت شفائي

وكأن المرار ههنا يتمنى التي نعت زوجة له وهذا عسى أن يصحح ما قدمناه من أنه مهد بالفخر ليزكي نفسه عندها وقد علم أن ذلك بعيد المنال. فمن أجل هذا ما قصد إلى التعزي بالذكرى، وهي صيحة تحسر، في قوله:

ما أنا الدهر بناسٍ ذكرها ... ما غدت ورقاء تدعو ساق حر

وهذا هو مقطع القصيدة في رواية ابن الأنباري وهي التي نرجحك

هذا والتجريد الخيالي الذي جرده صاحبته تابع لمعنى التعاظم ما بالغ فيه من أبعاد تمثاله، وقد ذكرنا من ذلك في مواضعه، نحو قوله «تهلك المدراة في أفنانه» - وهي صفة شجرة، وقد نعت به شعرها قبل أن ترسله، ونظر فيه إلى قول امرئ القيس:

غدائره مستشرزات إلى العلا ... تضل العقاص في مثنى ومرسل

وقوله «جعدة فرعاء» ومن هي فرعاء، وشعرها إذا أرسلته ينعفر، يكون شعرها إيما طويل. ومن الجعودة ألا يسترسل معها الشعر. فهذا يجعله خارقًا كما

<<  <  ج: ص:  >  >>