ترى. وقوله «في جمجمة ضخمة» وهذا نص في الفخامة وينبغي لمثل هذا الشعر أن تحمله جمجمة ضخمة. قوله «كالضفر» وقد بيناه من قبل. وقوله «يبهظ المفضل إلخ» وهو من الأعشى وقوله «ضخمة الجسم رداح هيدكر» وهذا نص آخر في الضخامة. وقوله «يضرب السبعون في خلخالها» وقد بيناه.
هذا، وقول المرار «يبهظ المفضل من أرادفها» وقوله «مثل أنف الريم ينبي درعها» لا ينقضان ما قدمناه من أمر تجريده الخيالي إذ أن هذا كما تعلم من أساليب الشعراء يجعلونه أقوى في الدلالة على ما ينعتون- كساء خيالي يزيد معنى التجريد الذي؟ ؟ ؟ . ويحسن هنا أن ننبه على أن قوله «تطأ الخز إلخ» وقوله «لحسبت الشمس» كساءان حقًا، ألحقهما بالكساء الخيالي زيادة في الافتتان.
هذا، وأشد ما نظر المرار إلى متجردة النابغة، ثم إلى الأعشى، وقد نظر إلى امرئ القيس كما رأيت من قوله «تهلك المدراة في أفنانه» وقوله «فهي هيفاء هضيم كشحها إلخ» نظر فيه إلى «تمايلت على هضيم الكشح إلخ» من المعلقة وفيه بعد نظر إلى الأعشى والنابغة معًا، وقوله «في لبان بادن غير قفر» وهو من قول امرئ القيس «ترائبها مصقولة كالسجنجل» وقوله «ثم تنهد على أنماطها» وقد بيناه في موضعه. وقد نظر إلى زهير كما رأيت من قوله «خرق الجؤذر» وإلى «عمرو بن كلثوم» في الذي ذكر من صفة الخلخال وإلى قيس بن الخطيم وأبي دؤاد وإلى نموذج الملاحاة وهلم جرا.
وشاهدنا في شدة ما نظر إلى النابغة ثم إلى الأعشى، أن نموذجه في جملته نابغيٌّ، ثم يداخل من الأعشى فيه، يجعل ذلك له زخرفة، ولا سيما في باب خلط مثالي البادنة والخمصانة من حيث دقة الخصر وامتلاء المئزر، ثم يزيده زخرفة بالأخذ من غيرهما كما رأيت. وقد بدأ بنحو ما اختتم به النابغة كلامه واختتم بنحو ما ابتدا به النابغة. وذلك أنه بدأ بصورة صاحبته، ناصعًا بياض وجهها بين شعرها الكثيف،