للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن غير جافيةٍ فتقلى ... ثقال المشي ذات حشًا خميص (١)

مبتلةٌ منعمةٌ ثقالٌ ... تبسم عن أشانب غير قيص (٢)

لها جيد الغزال وملقتاه ... وعالي النبت ميال العقوص (٣)

كأن رضابها عسلٌ مصفى ... بماء نقًا بسارية عروص (٤)

سلي عني إذا هاب المزجى ... وأرعدت الخصائل بالفريص (٥)

وتمشي حين تأتي جارتيها ... تأود مشية الوحل الوهيص (٦)

قوله «وما كانت بمدلاج إلخ» مأخوذ من الأعشى. وقوله «ولا عجلى إلخ» مأخوذ من حسان «بلهاء غير وشيكة الأقسام» وقوله «وما كنت بجافية إلخ» مأخوذ من امرئ القيس «ولا ذات خلق إلخ». وقوله «ولا صفر الثياب إلخ» مأخوذ من كثيرين منهم امرؤ القيس «مهفهفة بيضاء إلخ». وقوله «ولكن غير جافية فتقلى» من امرئ القيس ومن الأعشى «ليست كمن يكره الجيران إلخ» وقوله «ثقال المشي» صفة لردفها وهو من الأعشى وغيره. وقوله «ذات حشا خميص» ليقابل ثقل ردفها. وقوله «مبتلة» ليكمل ما نعته من امتلاء ردفها وضمر خصرها بزعمه أنها تامة الخلق مبتلة تبتيلاً. وأضرب عن أن يذكر انفتالاً ونحوه. ليناسب بين ثقل الردف وضمر الحشى، لأن تناسب هذين قد استقر في الأذهان، زمان ابن الدمينة كما يبدو. ولعل عصر ابن الدمينة -خلافًا للعصر الجاهلي


(١) فتقلي: فتكره (بالبناء للمجهول).
(٢) قيص: مما يوصف به فساد الأسنان.
(٣) أي ما عقصته من شعرها.
(٤) عروص من وصف المطر وسحابه إذ امتلأ واهتز أو كاد.
(٥) أي أرعدت الفرائص خوفًا. والمرجى هكذا في الأصل بالراء المهملة ويجوز وفيه لين والصواب إن شاء الله المزجى بالزاي المعجمة كقول الآخر «وبين المزجى نفنف متباعد» (انظر اللسان) وانظر الديوان، تحقيق النفاخ، طبع دار العروبة، مصر ص ٦٥.
(٦) الوهيص كأنه أراد به الوجي من قول الأعشى «كما يمشي الوجى الوحل».

<<  <  ج: ص:  >  >>