للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم في معرض الحديث عن الرجز والهزج في باب طبيعة الشعر في أول الجزء الثالث. فقول أبي الحسن وهو فصل في الذي إنما ذهبنا إليه على وجه الترجيح والحدس، مما يثبتنا على ما نحن عليه من المنهج، وذلك أننا نؤثر النظر والاستقراء والأخذ والاستنتاج المباشر من الأمثلة ونحدس ونرجح في ضوء ذلك حتى إذا وجدنا قولًا فصلًا من العلماء الذين شاهدوا العرب وخالطوهم وقفنا عنده وقد عاب بعض الفضلاء المعاصرين كتابنا بالذاتية وأنه ليس على منهج علمي، وأغلب الظن أن هؤلاء ممن يؤثرون النقل ويرون أنه هو الموضوعية. ولا ريب أن القارئ الكريم يعلم أن ما يسمى بالمنهج العلمي هو أن يستعان بالحدس على الأمثلة وبالأمثلة على الحدس ثم يمتحن ذلك بالمزيد من الأمثلة والنظائر، فإذا صح تطبيقه عليها أمكن أن يجعله صاحبه نظرة مبدئية ثم نظرية شاملة. وأشمل النظريات إنما يقوم على الترجيح وقوة الاحتمال لا على أنه صحيح كل الصحة، إذ ذلك في عرف المنطق مستحيل، إذ القضايا التي تستنتج منها النظريات قضايا جزئية لا كلية كما لا يخفى، القضايا الجزئية في عرف المنطق غير منتجة، فتأمل.

هذا وقد وجدت قومًا يأخذون ولا يشيرون إلى مواضع ما يأخذون منه ولا إلى من يكون سبقهم أو انتفعوا من بعض ما قال أو ما كتب. قال تعالى، جل من قائل: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ومن القوم من ينسخ نسخًا ومنهم من يسلخ سلخًا ومنهم من يمسخ ومنهم من يظن أنه يتحلل بهويمش باهت بعد الأخذ الذريع وفصول السرقة والإغارة المتتابعات، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

ومن أهل الفضل من لا يغمط ذا حق حقه فجزى الله هؤلاء خيرًا. وممن سبق إلى التأليف في موسيقا الشعر الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله الرحمة الواسعة

<<  <  ج: ص:  >  >>