القصيدة العربية ليست بغناء ذاتي ضربة لازم حتى يحكم عليها بأنها من صنف الغناء في تقسيم الشعر الأوروبي الذي يقال له (ليريك Lyric). من القصيدة ما يصح نعته بأنه ذاتي مثل ميمية المرقش المفضلية التي مطلعها:
ألا يا اسلمى لا صرم لي اليوم فاطمًا ... ولا أبدًا ما دام وصلك دائمًا
وكنونية ابن زيدون:
أضحى التنائي بديلًا من تدانينا ... وناب عن طيب لقيانا تجافينا
وما لا يصح نعته بأنه ذاتي مثل همزية الحارث المعلقة:
آذنتنا ببينها أسماء ... رب ثاو يمل منه الثواء
ومثل بائية أبي تمام:
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
والذاتي الذي ضربنا له مثلًا ميمية المرقش ونونية ابن زيدون قد تخالطه عناصر غير جد ذاتية، مثل الحكمة في قول المرقش:
ألم تر أن المرء يجذم كفه ... ويجشم من لوم الصديق المجاشما
وقوله:
فمن يلق خيرًا يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغي لائمًا
وقوله:
متى ما يشأ ذو الود يصرم خليله ... ويعبد عليه لا محالة ظالمًا