فوصف الحية والسليم الذي شبه به نفسه ما شاء ثم تخلص إلى الاعتذار الذي كان فيه فقال:
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ... وتلك التي تستك منها المسامع
ويروي وخبرت خير الناس أنك لمتني ثم اطرد له ما شاء من تخلص إلى تخلص حتى انقضت القصيدة. أ. هـ. قلت فهذا الذي زعمه ابن رشيق كلًّا واحدًا ٍإن هو إلا تفكك وفقدان نظام داخلي في زعم أدونيس.
وكذلك معلقة زهير:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم
فعلى قوله هي إذن حولية أنفق شاعرها فيها حولًا كاملًا على لا نظام وقدمتها العرب من أجل لا نظامها.
وكذلك بائية علقمة:
طحا بك قلب في الحسان طروب ... بعيد الشباب عصر حان مشيب
وقد استمع إليها الملك الغساني فلما بلغ علقمة قوله:
وفي كل حي قد خبطت بنعمة ... فحق لشأسٍ من نداك ذنوب
أي نصيب قال له:«وأذنبةٌ» طربًا وإعجابًا ... هي أيضًا لا نظام لها؟ لا شك أن أدونيس مخطئ في هذا الذي ذهب إليه. ومن المؤسف أن نحو خطئه هذا يعد مقالًا. وأيسر فحص للمعلقات ودع ما بعد ذلك- يبين بطلان مقاله. لا بل المنطق والذوق يبين بطلانه، إذ كل تأليف محكم تنتظمه وحدة. الوزن والقوافي جزء من ذلك وما هما بالكل. وليس بعد الوحدة إلا التفكك والفوضى. ولله در شارلس ليال من ناقد، مع أن العربية لم تكن لغته، حيث قال في كلامه الذي ذكرناه آنفًا في وصفه للشعر العربي: «وكل هذه الصور مع ما يبدو من هلهلة الربط بينها ووهيه تخضع