وإنما ذكر حروف الزيادة من قبل. وما أرى إلا أن الشاعر المعلى عني المقطع الموسيقي، وهو يعادل الحرف المتحرك كما فسره الفارابي، وذلك لأن حديث المعلى عن مغنية. وقصده إلى التظرف واضح من صفة الزي المتمرد الذي ذكره.
وقال الفارابي أن الأقاويل تصير موزونة بنقلة منتظمة متى كانت لها فواصل وعني بالفواصل نحو أواخر الأبيات والأعاريض.
وزعم أبو بكر بن الباقلاني في كتابه عن إعجاز القرآن يرويه عن أبي عمر المطرز غلام ثعلب أن العرب كانت تعلم أبناءها وزن الشعر بما سماه المتير من متر الحبل إذا مده وجذبه أو قطعه. وقد تكلموا في أبي عمر المطرز غلام ثعلب هـ. ورووا عن الأخفش الصغير عن المبرد أن الخليل إنما تعلم العروض من شيء اسمه التنعيم بالمهملة كانت تعلم به العرب أبناءها وزن الشعر ونغم الأعاريض وربما قيل له التنغيم بالغين المعجمة ومداره على نَعْم نَعَمْ لا لا وهذه تساوي فعولن مفاعلين ونحو ذلك. وما أشبه هذا أن يكون من باب التنافس في التحصيل بين تلاميذ المبرد وثعلب إن صحت هذه الرواية، يقول أبو عمر المطرز شيئًا فيعارضه الأخفش الصغير بشيء آخر مثله أو يقاربه والله تعالى أعلم (١).
وفي معجم أكسفورد الإنجليزي أن اشتقاق: metre (ميتر) و metric (مترك) الإنجليزيتين و metre (متر) و metrique (متريك) الفرنسيتين وهاتان الفرنسيتان هما أصل الإنجليزيتين، كل أولئك من (مترون) اليونانية.
وعسى قائل أن يقول لعل «متر» الحبل العربية من هذا الأصل اليوناني أيضًا ويمنح هذا أن يقال به أن «متر الحبل» لها نظائر في العربية مثل «بتر» بمعنى قطع و «فطر» بمعنى شق و «مدر» من المدر وهو الطين أو قطع الطين اليابس كما في القاموس و «مطر» تقول مطر الرجل في الأرض أي ذهب وهو من المطر المعروف والميم والباء
(١) () راجع العروض والقافية، محمد العلمي، المغرب ١٩٨٣ م ص ٣٣ - ٤٤.