للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوجد لهذه القصيدة:

صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو

صورة إيقاع روحاني، جميع ظواهر إيقاعها بنقرات الوزن والقافية واللفظ وتراكيبه هن وسيلة ومظهر لصورة الإيقاع الروحانية التي هي في الحقيقة روح موسيقا الشعر وسائر الذي ذكرناه لها كالبدن. هذا الروح الموسيقى هو مرادنا بالإيقاع الداخل. طويل زهير وإيقاعه في المعلقة مختلفة عن طويل امرئ القيس وإيقاعه في المعلقة مختلف عن طويل زهير نفسه في قصائد أخر.

سبب الاختلاف هو روح الإيقاع الذي يشع من هذا الذي هو كبدن للإيقاع. ولعمري لو قد فارق روح طرفة الإيقاعي معلقته لعادت كلها جنازة إيقاعية تسجى وتدفن برويها وبحرها وضروب جناسها وطباقها وموازناتها. وكمثل ذلك قل في لامية امرئ القيس «قفا نبك» وفي سائر المعلقات ولأمر ما اختاروا: «هل بالديار أن تجيب صمم» التي للمرقش، ومهما نضطرب فيه من إدراك تقطيع بحرها ونظام قوافيها فلن نخطئ إدراك روحها الإيقاعي الذي يصل إلينا برناته لا ريب فيها.

ويعجبني منها قوله:

بل هل شجتك الظعن باكرة ... كأنهن النخل من ملهم

النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم

لم يشج قلبي ملحوادث إلا ... صاحبي المتروك في تغلم

ثعلب ضراب القوانس بالسيف ... وهادي القوم إذ أظلم

فاذهب فدى لك ابن عمك ... لا يخلد إلا شابه وأدم

وهما جبلان:

ليس على طول الحياة ندم ... ومن وراء المرء ما يعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>