للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقدموه، وفي خبر عبيد أن النعمان بن المنذر استنشده إياها في يوم بؤسه فقال:

أقفر من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدي ولا يعيد

وقال: «حال الجريض دون القريض». وعندي أن أبا العلاء أراد بقوله:

«كما اختل في وزن القريض عبيد» أن يشير إلى هذا وهو يناسب وصفه له بأنه حازم محكم للشعر أخطأ في وزنه حيث قال: «فاليوم لا يبدي ولا يعيد» كما يخطئ الحازم وجه الرأي إذا وقع القدر، وقد عبر هو صادقًا عن جزعه من الموت بقوله: «حال الجريض دون القريض» إنشاده أو صياغته، وقد أخذ التبريزي قوله: «كل شعر مهزول» من قول أبي الحسن في كتاب القوافي. وذكر أبو الحسن مع بائية عبيد قول عبد الله بن الزبعري شاعر قريش:

ألا لله قوم و ... لدت أخت بني سهم

وهذا تام الوزن في بعض أجزائه الكف ولا يعاب، وهو بعد إنما وصف بأنه مهزول من حيث تأليفه وليس من الإنصاف لعبيد في شيء أن يقرن كلامه وهو مختار بهذا. ومما يدل على أن أبا العلاء كان يستحسن البائية أنه أدخل عبيدًا جنته ببيت منها وهو قوله:

من يسأل الناس يحرموه ... وسائل الله لا يخيب

ويعجبني منها قوله:

تصبو وأني لك التصابي ... أني وقد راعك المشيب

إن يك حول منها أهلها ... فلا بدي ولا عجيب

أويك قد أقفر منها جوها ... وعادها المحل والجدوب

فكل ذي نعمة مخلوسها ... وكل ذي أمل مكذوب

وكل ذي غيبةٍ يئوب ... وغائب الموت لا يئوب

<<  <  ج: ص:  >  >>