للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من يسأل الناس يحرموه ... وسائل الله لا يخيب

أفلح بما شئت فقد ... يبلغ بالضعف، وقد يخدع الريب

لا يعظ الناس من ... لا يعظ الدهر، ولا ينفع التلبيب

إلا سجيات ما القلوب ... وكم يصيرن شائنا حبيب

ساعد بأرض إذا كنت بها ... ولا تقل إنني غريب

قد يوصل النازح النائي وقد ... يقطع ذو السهمة القريب

والمرء ما عاش في تكذيب ... طول الحياة له تعذيب

من هنا أخذ أبو الطيب قوله:

ومن صحب الدنيا طويلًا تنكرت ... على عينه حتى يرى صدقها كذبا

ليس العيب في طريقة عبيد. ولكن في طريقة تناولنا شعره، إذ حق الشعر أن يتغنى به، وحينئذ تتجاوب أصداؤه، وتنبلج حقيقة موسيقا إيقاعه، وأحسب أن أبا العلاء ربما يكون قد قصد إلى شيء من هذا المعنى حين قال في رسالة الغفران على لسان امرئ القيس: «فأما أنا وطبقتي فكنا نمر في البيت حتى نأتي إلى آخره، فإذا فني أو قارب تبين أمره للسامع» أ. هـ. وقد تتبعت ابيات هذه البائية، أعني:

أقفر من أهله ملحوب

فوجدت أن ما يظهر من اضطرابها هو في صدورها وأوائلها. ولكن الإعجاز من أول بيت إلى آخر بيت على نمط واحد، هو الذي مما يتفق مثله في العروض الثالثة من مجزوء البسيط التي يجوز الخبن في جزء الضرب منها وهو مفعولن فيصير فعولن كما يجوز الخبن والطي في أول أجزائها وهو مستفعلن والخبن في ثاني أجزائها وهو فاعلن.

وهناك أمثلة من الإعجاز: «دهر ولا ينفع التلبيب»، فهذا آخره مفعولن وأوله فيه الطي وقوله: «ضعف وقد يخدع إلا ريب»، فهذا آخره فعولن وأوله فيه الطي وقوله: «وكل ذي أمل مكذوب» فهذا آخره مفعولن وأوله فيه الخبن وكذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>