خليلي حلا واتركا الرحل إنني ... بمهلكة والعاقبات تدور
فبيناه يشري رحله قال قائل ... لمن جمل رخو الملاط نجيب
وأحيانًا على التصريع كما في قوله:«أرض توارثها شعوب» وقوله: «عيناك دمعها سروب» ومجيء عروض المجزوء التامة مع ما دونها من الأضرب مما يحتمل.
وكالشاذ الخارج عن مجزوء البسيط:
وبدلت من أهلها وحوشًا ... وغيرت حالها الخطوب
إذ صدره رجز من قبيل الضرب المقطوع وكونه صدرًا ليس فيه تصريع يمنع من القول بذلك. وقوله:«وحوشًا» إنما هو «فعولن» وهي من سنخ وزنه. وأخذًا بقول المعري على لسان امرئ القيس علينا أن نحمل سائر البيت على وزن البسيط الذي هو منه ونلتمس تأويلًا لوقوع جزء رجزي في مكان الجزء الذي ينبغي أن يكون على «فاعلن» أو «فعلن» بالخبن وهو الجزء الثاني. والتأويل أن هذا وقعت فيه زيادة يسمح بمثلها مذهب التغني وهي (من) ويستقيم الوزن على:
وبدلت أهلها وحوشًا
فأظهر الشاعر ما يمكنه إضماره. كما أظهروا «اشدد» في الذي روي من إنشاد علي كرم الله وجهه:
اشدد حيازيمك للموت ... فإن الموت لاقيكا
وشبيه بهذا الصدر في شذوذه:
أويك قد أقفر منها جوها ... وعادها المحل والجدوب
ويستقيم على مجزوء البسيط بحذف (قد) وهي مما يقع مضمرًا في الكلام فاختير هنا إظهاره لأن طريقة التغني تسمح بذلك وأمر الوزن أنه جار على مجزوء