فمضى وقدمها وكانت عادتن ... منه إذ هي عردت إقدامها
وقوله:
فوالله ما أنسى قتيلًا رزئتهو ... بجانب قوسى ما مشيت على الأرض
وقوله:
ولم أدر من ألفى عليه رداءهو ... على أنه قد سل عن ماجد محض
وأمثاله كثير، كل ذلك الوقوف على عروضه مخالف للوقوف على ضربه ومخالف أيضًا لوقوف الكلام غير الشعر، ولم يذكر أحد من أصحابنا هذا الموضع في علم القوافي وقد كان يجب أن يذكر ولا يهمل» أ. هـ. وأحسب أن ابن جني قدوهم ههنا لأن أصحابه قد ذكروا ما ظنهم أهملوه، فقد ذكر سيبويه أن أهل الحجاز إذا لم يترنموا جاءوا بالشعر على مثل هيئته في الترنم وأن ناسًا كثيرًا من بني تميم يجيئون بالنون في حالة عدم الترنم في حالي ما يكون منونًا وغير منون وأن غير هؤلاء يجيئون بالشعر إذا لم يترنموا كأنه كلام. فالذي سماه ابن جني وقفًا في الشعر دون سواه هو الذي عليه لغة أهل الحجاز، وليس كل ما ذكره ابن جني ونعته بالوقف هو حقًّا وقف (فدمن) التي صدر بيت القطامي ليست بموضع وقف كلا ولا (عادتن) في بيت لبيد ولا (غدوتن) التي في بيت طرفة وسكت سيبويه عن الناس الكثير من بني تميم كيف يصنعون عند عروض البيت، وجلى أن هؤلاء ما كانوا ليتركوا التنوين في العروض إن كان فيها أصيلًا، وقد جاءوا به مجلوبًا في القوافي كقولهم:
يا أبتا علك أو عساكن
أقلى اللوم عاذل والعتابن
وأما الفرقة الثالثة فهؤلاء يقفون وقف الكلام بلا ريب، إذ هم قد استعملوه في