للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعيس تدلك دلكًا عن ذخائرها ... ينحزن من بين محجون ومركول

والقصيدة مرفوعة الروى وعن أبي جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح أحد شيوخ ابن الأنباري أنه روى «ينحزن منهن محجون ومركول» وهذا كأنه عمدوا فيه إلى تجنب الإقواء وليس عليه عمود الرواية وفي هذه اللامية صفة للشعر الجيدة والمغنية المحسنة التي تتغنى به، قال:

صرفا مزاجا وأحيانًا يعللنا ... شعر كمذهبة السمان محمول

تذرى حواشيه جيداء آنسة ... في صوتها لسماع الشرب ترتيل

وقوله محمول يؤيد قول الأخفش الذي قاله في غناء الركبان بالطويل والبسيط والمديد والوافر والكامل والرجز والخفيف أيضًا. ولامية عبدة هذه من المشوبات، إذ وصف فيها من عمل الجاهلية. ويذكر أن عمر رضي الله عنه استحسن قوله:

والعيش شح وإشفاق وتأميل

وما كان عمر ليغضى عن ملامة ما جاء فيها من نعت الخمر والقينة إن كانت كلها إسلامية.

هذا ومن عجيب ما جاء في معلقة زهير قوله:

سألنا فأعطيتم وعدنا فعدتم ... ومن أكثر التسآل يومًا سيحرم

وقوله:

وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده ... وإن الفتى بعد السفاهة يحلم

وليس ههنا إقواء، وإن صحت رواية هذين البيتين وذلك الذي ذهب إليه الزوزني وأحسبه الصواب، لأن قوله سألنا فأعطيتم مناسب لحديثه عما تحمله سيدا

<<  <  ج: ص:  >  >>