للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غطفان من الحمالات، حيث قال:

تعفي الكلوم بالمئين فأصبحت ... ينجمها من ليس فيها بمجرم

والأبيات التي فيها هذا المعنى، وقوله وإن أسفاه الشيخ من معدن حكمته، إن صحت رواية هذين البيتين فليس الذي فيهما الإقواء ولكن جزم الشاعر سيحرم في جواب الشرط والسين كأنها ملغاة وقد ذكر صاحب الكتاب حذف الفاء في أبعد من هذا وهو قول الشاعر:

بني أسد لا تنكعوا العنز شربها ... بني أسد من ينكع العنز ظالم

والفعل «يحلم» في البيت الثاني مجزوم على تقدير شرط لأن المعنى، إن يتحلم الفتى بعد السفاهة يحلم وليس هذا بأبعد من بيت الكتاب، لقيس بن الخطيم من قصيدته «أتذكر رسمًا كاطراد المذاهب» وهي محفوظة الروى:

إذا قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى أعدائنا فنضارب

بخفض الباء، جعل سيبويه «إذا» ههنا جازمة. ولا ريب أن القصد إلى الترنم هو الذي سوغ للشاعر الجزم والروي المخفوض في هذه المواضع. وبيت قيس مروي في بائية الأخنس بن شهاب المفضلية المرفوعة الروى بإن الشرطية في أوله هكذا:

وإن قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى القوم الذين نضارب

قال ابن الأنباري: «قال ثعلب هذا البيت تتنازعه الأنصار وقريش وتغلب وزعمت علماء الحجاز أنه لضرار بن الخطاب الفهري أحد بني محارب من قريش» أقول: وبعض الأبيات مادته قديمة، فيتصرف فيه الشعراء، كقول امرئ القيس:

وقوفًا بها صحبى على مطيهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجمل

وقال طرفة:

وقوفها بها صحبى على مطيهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجلد

<<  <  ج: ص:  >  >>