ولا يخفى ما يخالط هذه الصياغة من عجمة وعمل
وإنما ضربنا خليل مطران مثلًا لندل على أن الوزن وسهولة اللفظ ونظم المعاني، كل ذلك لا يتأتى منه الشعر. وإنما يتأتى الشعر من التحام نغم القلب بنغم الكلام وبالبيان وجمال الفن، كل أولئك معًا، وإن يك بعض هذه سابقًا لبعض بسبق مثل سبق العلة للمعلول. وإنما نقول «مثل سبق العلة للمعلول» احتراسًا ممن عسى أن ينكر العلة والمعلول.
وقال ميخائيل نعيمة في بعض ما قال:
كحل اللهم عيني بشعاع من ضياء كي تراك
في جميع الخلق في دود القبور
في نسور الجو في موج البحور
في صهاريج البراري في الزهور
في الكلا في التبر في رمل القفار
في قروح البرص في وجه السليم
في القاتل في نجع القتيل
في سرير العرس في نعش الفطيم
في يد المحسن في كف البخيل
في فؤاد الشيخ في روح الصغير
في ادعا العالم في جهل الجهول
في غنى المثرى وفي فقر الفقير
في قذى العاهر في طهر البتول
وإذا ما ساورتها سكتة النوم العميق
فأغمض اللهم جفنيها إلى أن تستفيق