ومنه الكناية البعيدة كقول الحارث بن خالد المخزومي وقد مر من قبل:
من كان يسأل عنا أين منزلنا ... فالأقحوانة منا منزل قمن
عني بذلك عائشة بنت طلحة في ما ذكروا.
ومنه الكناية التي هي رمز وقد مر قول عمرو بن قميئة في بعض استشهادنا من قبل:
قد سألتني بنت عمرو عن الـ ... أرض التي تنكر أعلامها
قالوا عني نفسه بقوله «بنت عمرو» ذكر ذلك شارح المفصل ابن يعيش. ومن الإيحاء الرمز كقول الأحوص الأنصاري:
ألا يا نخلة من ذات عرقٍ ... عليك ورحمة الله السلام
عني بذلك امرأة بعينها.
والرمز والكناية متقاربان، إلا أن الرمز أخفى، وطريقه أوسع، وأكثر ما تقع الكناية في الأسماء، قال النابغة الجعدي.
أكني بغير اسمها وقد علم الله خفيات كل مكتتم
ثم صار ذلك من باب الأدب، قال الآخر:
أكنيه حين أناديه لأكرمه ... ولا ألقبه والسوأة اللقب
ومن الرمز كقول زهير وقد مر الاستشهاد به:
وقال الغواني إنما أنت عمنا ... وكان الشباب كالخليط نزايله
لمن طلل بالجزع عاف منازله ... عفا الرس منه فالرسيس فعاقله
فعنى نفسه وزمان شبابه بهذا الطلل كما ترى، ولا أحسب الرس والرسيس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute