للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعاقلًا على ما يظهر من أنهن أسماء مواضع يخلون من دلالة رمزية معنوية، ومن معاني الرس والرسيس الحمى وقد يشبه بهما بعض ما يعرض من حالات الحب.

ومن المعنى ما يكون سهلًا بسيطًا كقول المرقش:

سرى ليلًا خيال من سليمي ... فأرقني وأصحابي هجود

ومنه ما يداخله افتنان كقول المرار:

زارت رويقة شعثًا بعدما هجعوا ... لدمى نواحل في أرساغها الخدم

فقمت للزور مرتاعًا فأرقني ... فقلت أهي سرت أم عادني حلم

وكقول جعفر بن علبة الحارثي:

عجبت لمسراها وأني تخلصت ... إلى وباب السجن دوني مغلق

ألمت فحيت ثم قامت فودعت ... فلما تولت كادت النفس تزهق

ويخالط الافتنان ههنا وجدان أشد حرارة مما عند المرار.

ومن الإيحاء ما يلابس الغرض ومن أجله جيء بالغرض، كالتأبين، أي مدح الميت وتعداد مآثره الذي هو ظاهر غرض الخنساء ومرادها التعبير عن حسرتها وفجيعة قلبها وانفعاله بالأسى، فجعلت التأبين وسيلة للإيحاء به في قولها:

أعيني جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى

ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا

طويل النجاد رفيع العماد ... ساد عشيرته أمردا

إذا القوم مدوا بأيديهم ... إلى المجد مد إليه يدا

فنال الذي فوق أيديهم ... من المجد ثم انثنى مصعدا

يكلفه القوم ما عالهم ... وإن كان أصغرهم مولدا

<<  <  ج: ص:  >  >>