فهي من باب مكافحة الغرض كفة كفة بلا تقديم، وهي رواية المفضل التي اعتمدها ابن الأنباري وأشياخه، قال وأنشدني غير أبي كرمة أتم مما رواها أبو عكرمة ولم يسند روايته إلى المفضل وهي:
يا لمن لقلب طويل البث محزون ... أمسى تذكر ريا أم هارون
وأبيات نسيب ريا لا تصلح مقدمة لكلمة ذي الأصبع وليس قوله فيها:
فإن يكن حبها أمسى لنا شجنا ... وأصبح الوأي لا يواتيني
فقد غنينا وشمل الدهر يجمعنا ... أطيع ريا وريا لا تعاصيني
ترمي الوشاة فلا تخطى مقاتلهم ... بصادق من صفاء الود مكنون
من معدن قوله:
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عني ولا أنت دياني فتخزوني
لو تشربون دمي لم يرو شاربكم ... ولا دماؤكم جمعًا ترويني
وما أشبه. ولعل أبياتًا نونية لغير أبي الأصبع فيها مغاضبة وخصومة وأخر فيها نسيب جمعن معًا فجعلن قصيدة أتم. وقد أضرب ابن الأنباري عن الشرح لفقدان الإسناد إلى المفضل كما أضرب عن ذكر من أنشده هذه الرواية وهو من الغير الذين ذكرهم في المقدمة حيث قال:«وكنت أسأل أبا عمرو بندار الكرخي وأبا بكر العبدي وأبا عبد الله محمد بن رستم والطوسي وغيرهم عن الشيء بعد الشيء منها فيزيدونني على رواية أبي عكرمة البيت والتفسير وأنا أذكر ذلك في موضعه إن شاء الله» أ. هـ. على أن الغير الذي ذكر هنا أنشده أكثر من بيت ولم يفسره. وجلي أنه لم يأخذ ذلك عن أحمد بن عبيد بن ناصح.
ومن الكلمات الخالصة إلى غرضها بلا تقديم ميمية الحصين بن الحمام المري:
جزى الله أفناء العشيرة كلها ... بدارة موضوع عقوقًا ومأثما