للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعر الذي وصلنا، إما لنسيان الناس لها لما انشغلوا بالإسلام والفتوح وإما لتحريم الإسلام روايتها وأمرها كله وإما لهذين السببين معًا، مع الذي كان من ردة العرب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحترابها على ذلك حتى قر قرار الإسلام وألقى بجران.

يذكر القرآن الوأد ولا نجد من ذكره شيئًا في الشعر رثاء أو نحوه، وعسى أن يكون منه قول الفند الزماني:

أيا طعنة ما شيخ ... كبير يفنٍ بالي

تقيم المآتم إلا على ... على جهدٍ وإعوال

كجيب الدفنس الورها ... ء ريعت بعد إجفال

فمثل هذه ربما كان يوأد وقرب ما بين الدفن والدفنس لا يخفى والسين من حروف الزيادة والدفنس هي الورهاء الناقصة العقل.

وقريب من هذا قول الآخر:

وقد اختلس الطعنة ... لا يدمي لها صلي

كجيب الدفنس الورها ... ء ريعت وهي تستفلى

وما الذي راعها ... لعله الوائد.

ويذكر تقربهم إلى الله بالأصنام وضروبًا من عقائدهم ولا نجد لشيء من ذلك إلا الذكر اليسير كقول النابغة:

فلا لعمر الذي مسحت كعبته ... وما هريق على الأنصاب من جسد

وذكروا من عقائدهم وعاداتهم أشياء واستشهدوا عليها بالمفردات من الأبيات كما في أصنام ابن الكلبي ولا ريب أن ما قيل في ذلك أكثر مما وصلنا. وقد روى الجاحظ قطعًا مفيدة من أشعار أمية بن أبي الصلت كخبر منادمة الديك والغراب أو كما قال:

بآية قام ينطق كل شيء ... وخان أمانة الديك الغراب

<<  <  ج: ص:  >  >>