للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نهاه عن منادمة النعمان ثم لما قتله رثاه فقال:

إني نهيت ابن عمار وقلت له ... لا تأمنًا أحمر العينين والشعرة

إن الملوك متى تحلل بساحتهم ... تطح بنارك من نيرانهم شررة

يا جفنة كإزاء الحوض قد هدموا ... ومنطقًا مثل وشي اليمنة الحبرة

وإلى هذه البيات أشار الأندلسي في رثاء دولة بني الأفطس حيث قال:

وألحقت بعديٍّ بالعراق على ... يد ابنة أحمر العينين والشعر

هذا وأول كلمة عبيد بن الأبرص يشبه أول كلمة امرئ القيس في ضرب عموميته، غير أنه تحدث فيه عن الإقفار ولم يتذكر ماضي ذكريات ويستوقف عند منزل أو حبيب، فأشعرك منذ البدء أن حديثه مخالطه لون أسىً وعبرة، وتأمله تجده كذلك وعلى منواله سارت القصيدة:

أقفر من أهله ملحوب ... فالقطبيات فالذنوب

أول شيء لم ينسب إقفار الديار إلى الرياح ولكن توارثها الناس وخلت من أهلها الأولين الذين كان يعهد.

أرض توارثها شعوب ... وكل من حلها محروب

إما قتيل وإما هالك ... والشيب شين لمن يشيب

وإنما هذه هذا الدنيا، وما أهلها إلا الشاعر نفسه -والشيب قد نعى إليه نفسه فعلى نفسه يبكي:

عيناك دمعها سروب ... كأن شأنيهما شعيب

تصبو وأني لك التصابي ... أني وقد راعك المشيب

<<  <  ج: ص:  >  >>