للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه من المعزى مسوك روية مملأة يعلى بها وتعدل (١)

فقلت اصبحوني لا أبا لأبيكم وما وضعوا الأثقال إلا ليفعلوا

أناخوا فجروا شاصيات كأنها رجال من السودان لم يتسربلوا

وجاءوا ببيسانية هي بعدما يعل بها الساقي ألذ وأسهل

تمر بها الأيدي سنيحًا وبارحًا وتوضع باللهم حي وتحمل (٢)

وتوقف أحيانًا فيفصل بيننا غناء مغن أو شواء مرعبل (٣)

فلذت لمرتاح وطابت لشارب وراجعني منها مراح وأخيل

فما لبثتنا نشوة لحقت بنا توابعها مما نعل وننهل (٤)

تدب دبيبًا في العظام كأنه ... دبيب نمال في نقا يتهيل

وقال الأعشى من الرمل (٥):

وشمول تحسب العين إذا ... صفقت وردتها نور الذبح (٦)

مثل ذكي المسك زاك ريحها ... صبها الساقي إذا قيل توح (٧)

من زقاق الشرب في باطية ... جونة حارية ذات روح (٨)


(١) مسوك جمع مسك: وهو الجلد، وعنى بها القرب التي تكون فيها الخمر، يعلى بها، كقولك: يذهب بها (بالبناء للمجهول) أي تعلى، وتعدل: أي توضع أعدالا من جانبي البعير.
(٢) قوله: سنيحا وبارحا، يعني يمينا ويسارا. ودل بهذا على أن الشرب لم يكونوا يتبعون نظاما خاصا في إمرار الكؤوس. وقوله اللهم حي: بمنزلة "شيريو" عند الإنجليز.
(٣) مرعبل: مقطع.
(٤) لبثتنا بتشديد الباء، وفي الأصل: "لبثتنا" بكسرها ولا معنى لها إلا بتقدير حرف جر محذوف، ورواية رسالة الغفران "ألبثتنا".
(٥) ديوانه ١٦٢.
(٦) نور الذبح: أحمر.
(٧) نوح: أي نوح (بتشديد الحاء) بمعنى أسرع، اشتقاقها من الوحي.
(٨) حارية: نسبة إلى الحيرة. والروح تباعد ما بين الطرفين، وهنا معناه الاتساع.

<<  <  ج: ص:  >  >>