للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أشبه أن يكون عني عاشقين بعيدي الزمان من عهده جدًّا:

إن الشفاء الذي ضنت بنائله ... فرع البشام الذي تجلو به البردا

هل أنت شافيةٌ قلبًا يهيم بكم ... لم يلق عروة من عفراء ما وجدا

وقال فذكر عروة بن حزام في بيت يهجو به الفرزدق:

إن المكارم قد سبقت بفضلها ... فانسب أباك لعروة بن حزام

ولم يكن الفرزدق صاحب نسيب ولكنه كان يتهم بفجور وزعم جرير فيما كان يسبه به أن أباع غالبًا كان لغير رشدة، وأنه كان لجده صعصعة قين يقال له جبير، عشقته نساء مجاشع وشغف قفيرة جدة الفرزدق حبًّا فجاءت بغالب منه، فذلك قوله:

وتغضب من ذكر القيون مجاشع ... وما كان ذكر القين سرًّا مكتما

مجاشع هم رهط الفرزدق:

ترى الخور جلدًا من بنات مجاشع ... لدى القين لا يمنعن منه المخدما

أن ترى الناس الخائرات جلودًا من بنات مجاشع لدى هذا القين أي جبير الحداد لا يمنعن منه المخدم بضم الميم الأولى والدال المشددة المفتوحة وهو الساق حيث تكون الخدمة بالتحريك وهي الخلخال.

إذا ما لوى بالكلبتين كتيفة ... رأين وراء الكير أيرا محمما

والكلبتان والكير من أداة الحداد والكتيفة هي قطعة الحديد، ويخفي ما في البيت على فحشه من فكاهة وشيطنة. ثم يقول:

لقد وجدت بالقين خور مجاشع .... كوجد النصارى بالمسيح ابن مريما

فجعل أمرهن حبًّا فيه زيادة ومبالغة -فهذا يوضح أن قوله:

فانسب أباك لعروة بن حزام

<<  <  ج: ص:  >  >>