«بالزاي وهو اسم العاشق المشهور وما أرى إلا أن الاسم الذي في بيت امرئ القيس هو عين هذا الاسم ودخله التصحيف فقيل حذام بالذال وخذام بالخاء المعجمة وحمام بميمين فتأمل».
أي إلى العشق، أي إلى جبير الذي هو كعروة وقفيره التي هي العفراء.
وزعم جرير أن أم الفرزدق قد استدعى لها صائغ وهي صبية ليخلص قرطها فعض أذنها، فحول قصة القرط في الأبيات الميمية هذه إلى قصة ساق ومخدم وأشنع من ذلك. والبيت الذي زعم فيه ما زعم هو قوله:
ليست كأمك إذ يعض بقرطها ... قين وليس على القرون خمار
أي على شعر الرأس، ولا يخفى ما ههنا من خبث.
هذا، وبيت امرئ القيس الذي تقدم ذكره:
عوجا على الطلل المحيل لعلنا ... نبكي الديار كما بكى ابن حذام
فيه نفس من تبرم بضرورة البدء بذكر الديار أحيانًا كثيرة في المطالع.
وقال زهير:
وما نرانا نقول إلا معارًا ... أو معادًا من قولنا مكرورا
وقال عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم
كأنه لا يرى سبيلًا إلى القول، ثم أقدم على القول كما يقدم سائر الشعراء فذكر الطلل وقال: