الشعراء به، فجعل لهم عقابًا من الله جل جلاله، من جنسه في جهنم وساءت مصيرًا. قال تعالى:{سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} وقال تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (٣٠) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ}، وقد جعل أبو نواس مكان مظلة الربيئة خيمة الناطور التي ذكر (الناطور حارس البستان) وجعلها على رأس صخرة عسيرة الصعود، وزعم أنه صار إليها مع أصحابه في هجيرة موقدة (عبورية نسبة إلى الشعرى العبور وزمانها أشد الحر) لا لأرب حربي كما كان يصنع الربيئة في الزمان القديم، ولكن ليلهو ويلعب ويشرب ويطرب. وقد نظر في صفة خيمة الناطور والهجيرة العبورية إلى نحو قول تأبط شرًّا:
وقلةٍ كسنان الرمح بارزة ... ضحيانة في شهور الصيف محراق
بادرت قنتها صحبي وما كسلوا ... حتى نميت إليها بعد إشراق
لا شيء في ريدها إلا نعامتها ... منها هزيم ومنها قائم باقي
ومن مطالع أبي نواس القديمة المذهب قوله:
ديار نوار ما ديار نوار ... كسونك شجوًا هن منه عوارى
يقولون في الشيب الوقار لأهله ... وشيبي بحمد الله غير وقار
وقوله:
لمن طلل عاري المحل دفين ... عفا أيه الاخوالد جون
وقوله:
يا كثير النوح في الدمن ... لا عليها بل على السكن
سنة العشاق واحدة ... فإذا أحببت فاستكن
وقوله:
دعت الهموم إلى شغاف فؤادي ... وحمت جوانب مقلتي رقادي