فيها بين ترشيح للتشبيه بقوله هزهم وهو يرجع إلى تصوير حال السيوف وتجريد للتشبيه بقوله «شرخ شباب». وهو يرجع إلى نعت حال الفتية. ولا يخلو في ذلك من طرف خفي نظر به إلى قوله ابن أبي ربيعة:
وهي مكنونة تحير منها ... في أديم الخدين ماء الشباب
«هزهم شرخ الشباب» هو ضرب مولد من تحيير ماء الشباب.
وقال في ميمية استحسنها ابن المعتز وجعلها في درجة رائيته الخصيبية:
يا دار ما فعلت بك الأيام لم تبق فيك بشاشة تستام
عرم الزمان على الذين عهدتهم ... بك قاطنين وللزمان عرام
ومطلع الخصيبية (وهو من المطالع الفخمان والقصيدة من روائعه):
أجارة بيتينا أبوك غيور ... وميسور ما يرجى لديك عسير
من نوع المطالع النسيبية وقد تعلم استهلال الأعشى حيث قال:
بانت لتفجعنا عفارة ... يا جارتا ما أنت جارة
فقد بدأ بذكر الجارة كما ترى.
وقال فاستهل بذكر الشباب، وقد تعلم أن ذلك من مطالع القدماء كقول سلامة بن جندل:
أودى الشباب حميدًا ذو التعاجيب ... أودى وذلك شأو غير مطلوب