ثم قال:
فالآن صرت إلى مقاربة ... وحططت عن ظهر الصبا رحلي
وقد مر بك قولنا منذ دهر في باب الحديث عن الكامل الأخذ وأخيه المضمر أن أبا نواس قد جارى في هذه اللامية امرأ القيس في قصيدته التي مطلعها:
حي الحمول بجانب العزل
وذلك لا يخفى لاتفاق الوزن والروى. وقول أبي نواس:
كان الشباب مطية الجهل
من قول النابغة الذبياني:
فإن يك عامر قد قال جهلًا ... فإن مطية الجهل الشباب
وقد يقال: «مظنة الجهل» بالظاء المعجمة والنون في بيتي النابغة والحسن.
وقوله: «وحططت عن ظهر الصبا رحلي» من قول زهير:
صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله ... وعرى أفراس الصبا ورواحله
وفي لامية أبي نواس هذه:
فاعذر أخاك فإنه رجل ... مرنت مسامعه على العذل
وهذا فيه كالنظر إلى قول عمران بن حطان:
فاعذر أخاك ابن زنباع فإن له ... في النائبات خطوبًا ذات ألوان
وقول أبي نواس:
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند ... واشرب على الورد من حمراء كالورد
ما عدا فيه دعا إلى الافتتاح بالخمر، ومذاهب القدماء في افتتاح القصائد لا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute