يحد لها حد، وقد تعلم قول عمرو بن كلثوم:«ألا هبي بصحنك فاصبحينا».
وقول عدي بن زيد:
بكر العاذلون في وضح الصبـ ... ـح يقولون لي أما تستفيق
ودعوا بالصبوح يومًا فجاءت ... قينة في يمينها إبريق
وإليه نظر الأخطل حيث قال:
بكر العواذل يبتدرن ملامتي ... والعالمون فكلهم يلحاني
في أن سقيت بشربة مقذية ... صرف مشعشعة بماء شنان
ومما عسى أن يصح الاستشهاد به على طغيان لسان أبي نواس يتحدى ويعبث وأن ذلك بعيد أن يكون منه جدًّا نحو قوله:
يا أحمد المرتجى في كل نائبة ... قم سيدي نعص جبار السموات
ونحو قوله:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء
من كف ذات حر في زي ذي ذكر ... لها محبان لوطيٌّ وزناء
صور الساقية وهذا العبث المكشوف الصارح كالشيء المفاجئ بالنسبة إلى لب الموضوع -لب الموضوع هو زجر العاذل والقصد إلى مغايظته بذكر التداوي من الخمار بكأسٍ أخرى من الخمر. ولا يخلو أبو نواس في قوله:«من كف ذات حر في زي ذي ذكر» بعد قوله: «دع عنك لومي فإن اللوم إغراء» من قصد أيضًا مع المغايظة وروح التحدي إلى شيء من بعض التعريض بالعاذل، وفي القصيدة من بعد قوله:
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ... حفظت شيئًا وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفو إن كنت امرأً حرجًا ... فإن حظركه بالدين إزراء