هذا والنهايات التي تكون من بيتين ومن أبيات كثيرة في شعر القدماء. قال علقمة:
وأنت الذي آثاره في عدوه ... من البؤس والنعمى لهن ندوب
وفي كل حي قد خبطت بنعمة ... فحق لشأس من نداك ذنوب
وما مثله في الناس إلا أسيره ... مدانٍ ولا دانٍ لذاك قريب
وقال لبيد:
وهم السعاة إذا العشيرة أفظعت ... وهم فوارسها وهم حكامها
وهم ربيع للمجاور فيهم ... والمرملات إذا تطاول عامها
وهم العشيرة إن يبطئ حاسد ... أو أن يميل مع العدو لئامها
وكان زهير ممن يحسن اختتام القصائد. وربما جاء ببيتٍ واحدٍ مفردٍ ينبئ عن الخاتمة، فمن ذلك قوله في آخر كلمته التي أولها «صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو» وهي من جياده:
وهي ينبت الخطي إلا وشيجه ... وتغرس إلا في منابتها النخل
وقوله:
لو نال حيٌّ من الدنيا بمجدهم ... أفق السماء لنالت كفه الأفقا
يختم به كلمته في هرم بن سنان التي أولها «إن الخليط أجد البين فانفرقا» وآخر معلقته أبيات الحكمة، واتصالها بما قبلها قوي، وإيذانها بالنهاية مبين وفي رواية السبع الطوال بشرح ابن الأنباري والعشر بشرح التبريزي أن آخر أبيات الحكمة وآخر القصيدة هو قوله:
ومهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
واعلم ما في اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غدٍ عم