للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكسر الميم وقالوا «كم عمةٌ لك يا جرير وخالةٌ» وقالوا فيما روى عن رؤبة «خير» بالجر يعني بخير وقالوا نعم الرجل فرفعوا وقالوا نعم رجلًا فنصبوا وقالوا رب فتيةٍ فخفضوا وربه فتيةً فنصبوا وقالوا ربما كذا كذا فكفوا رب بما وقالوا بالجر:

ربما الجامل المؤبل فيهم ... وعناجيج بينهن المهار

وقال الفرزدق:

وعض زمانٍ يا بن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحتا أو بجلف

فنصب ورفع وتأويل ذلك على وجوه النحو ممكن وفيه ما قدمنا من أسلوب الزينة والافتنان وقال: «على زواحف تزجى مخهارير» بخفض الراء وله وجهٌ وقال جرير:

جئني بمثل بني بدرٍ لقومهم ... أو مثل أسرة منظور بن سيار

فجر في «بمثل» ونصب «مثل أسرة إلخ». وهذا بابٌ واسع. وجليٌّ أن بيت زهير «سألنا فأعطيتم» من الاختتام ببيت مفرد قوي الدلالة على ذلك.

هذا وقول الحارث بن حلزة اليشكري في همزيته أم علينا جرا حنيفة أم علينا جرا قضاعة الأبيات إلى قوله:

ثم خيلٌ من بعد ذاك مع الغلاق لا رأفةٌ ولا إبقاء

وهو الرب والشهيد على يوم الحيارين والبلاء بلاء

هو آخر القصيدة عند الزوزني. ويبدو لي أنه في أوساط القصيدة كما روى ابن الأنباري والتبريزي في كتابيهما. ويجوز أن تكون كلمة «الرب» ههنا مما أوهم أن البيت خاتمة وعني به عمرو بن هند الملك. وآخر القصيدة فيما أرجح الأبيات التي ذكر فيها بلاء قومه مع عمرو بن هند، وما بينهم من القرابة والرحم والصهر وإن ذلك مما يستخرج النصيحة الصادقة، فهذا أشبه بأن يكون هو الآخر والنهاية لأبيات الخصومة وأن مكانه بعدما تقدمها من أبيات الاحتجاج «أم علينا» «أم علينا» التي

<<  <  ج: ص:  >  >>