للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقدمت الإشارة إليها، قال:

ما جزعنا تحت العجاجة إذ ولت بأقفائها وحر الصلاء

وولدنا عمرو بن أم أناسٍ ... من قريبٍ لما أتانا الحباء

عمرو هذا هو جد الملك لأمه هند بنت عمرو بن حجر وأم أناس هذه أمه وهي من رهط الحارث بن حلزة فهذه الرحم وهذا هو الصهر:

مثلها تخرج النصيحة للقو ... م فلاةٌ من دونها أفلاء

أي مثل هذه القرابة تخرج النصيحة خالصة، تخرجها فلاةٌ من بعدها فلوات نجتازها إليك لا تعدونا مشقتها ولا هولها حتى نصل إليك أيها الملك بها صادقة ناضجة وزعم ابن الأنباري أن الفلاة مرفوعة على التكرير أي مثلها فلاة وإن المعنى: يعني نصيحة واسعة مثل الفلاة التي دونها أفلاء كثيرةٌ والتكلف في هذا لا يخفى. وقال الزوزني: «مثل هذه القرابة تستخرج النصيحة للقوم الأقارب قرب أرحامٍ يتصل بعضها ببعض كفلوات يتصل بعضها ببعض» -وهذا ينظر إلى شرح ابن الأنباري والمعنى الأقرب من هذا وأيسر مثالًا وهو ما قدمنا من تجشم قطع فلاة بعد فلاة ليصلوا بالنصيحة إلى الملك. وتكون فلاة فاعلًا لقوله تخرج إن نصبت مثلها وإن رفعتها، تأويل ذلك مثلها تخرجه ثم حذفت الهاء إذ هي فضلة، ولك أن تجعل فاعل تخرج ضميرًا يعود على مثلها «وأنث الفعل لتأنيث» «ها» وفلاة فاعل لفعل مقدر، أي تخرجها فلاة، وهذا أقرب من:

سقى الإله عدوات الوادي ... وجوفه كل ملثٍ غادي

كل أجش حالك السواد

بنصب كل الأولى ورفع الثانية أي سقاه كل أجش، وقال الآخر:

قد سالم الحيات منه القدما ... الأفعوان والشجاع الشجعما

<<  <  ج: ص:  >  >>