ثم بالثور الوحشي ثم قص قصته كبقرة لبيد هاجت له الكلاب والصياد فاستبسل وقاتلها حتى مزقها ثم مضى يستن:
كأنه كوكبٌ في إثر عفريةٍ ... مسومٌ في سواد الليل منقضب
ثم بالظليم وقص قصته هو زوجته حتى صارا إلى البيض فوجدا الأفرخ قد خرجن منه- ونظر ذو الرمة هنا في آخر كلامه إلى علقمة كما قد نظر إليه في أوله، وتنتهي القصيدة وهو أخو سفر وتنائف قد ألم به الخيال ثم بكى، فهذا الشعر هو دموعه.
ولا يقدح زعمنا أنه حاكى علقمة في الذي ذكرنا من أنه نظر في خاتمة كلامه إلى امرئ القيس، ومما يشهد بتأثره علقمة عن قصدٍ بحر ميميته المشهورة ورويها:
أأن ترسمت من خرقاء منزلةً ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم
وقد انتقل في هذه الميمية من الغزل إلى الرحلة وجعلها عمود كلامه:
قد أعسف النازح المجهول معسفه ... في ظل أغضف يدعو هامه البوم
وختم وهو في طريقه لتلحقه الناقة بخرقاء بتشبيهها أولًا بالثور ثم بالحمار الوحشي وأتنه والصائد من بني جلان، ولكنها تنجو منه:
وقام يلهف مما قد أصيب به ... والحقب ترفض منهن الأضاميم