وكأنهن جماعات الركب اللذين كان هو معهم في طريق اللحاق بخرقاء:
هيهات خرقاء إلا أن يبلغها ... ذو العرش والشعشعانات الشغاميم
بيت الأضاميم مقطع ولكنه ليس بقاعدة، إذ فيه رجعة إلى أول القصيدة وكالبتر الذي ذكره ابن رشيق. وعندي إن هذا لم يقع اتفاقًا من ذي الرمة، ولكنه نظر فيه إلى مذاهب القدماء. والذي جاء به علقمة في آخر الميمية ضرب من عند قوله:
وقد أقود أمام الحي سلهبةً ... يهدى بها نسب في الحي معلوم
إلى قوله:
يهدي بها أكلف الخدين مختبرٌ ... من الجمال كثير اللحم عيثوم
ولنا وقفة من بعد عند هذه الميمية إن شاء الله.
وكذلك ضربٌ منه آخر بائية عبيد بن الأبرص وما أحسب أن مكانها قد خفي عن ابن رشيق ولكنها كانت مما عابه بعضهم وقد تقدم منا القول في ذلك، هذا وقال جرير في داليته التي أولها:
غدًا باجتماع الحي نقضي لبانةً ... وأقسم لا نقضي لبانتنا غدا
ومنها قوله:
أقول له يا عبد قيسٍ صبابةً ... بأي ترى مستوقد النار أوقدا
فقال أرى نارًا يشب وقودها ... بحيث استفاض الجزع شيحًا وغرقدا
أحب ثرى نجدٍ وبالغور حاجةٌ ... فغار الهوى يا عبد قيسٍ وانجدا
ثم قال في آخر القصيدة يذكر الحجاج بن يوسف وعبد الملك ويختم ببيت هو