للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقطع حسن ضمنه هجاء الفرزدق والخنزير يعني به الأخطل:

أرى الطير بالحجاج تجري أيامنا ... لكم يا أمير المؤمنين واسعدا

رجعت لبيت الله عهد نبيه ... وأصلحت ما كان الخبيبان أفسدا

لأن ابن الزبير رضي الله عنه كان قد أدخل الحجر في البنية ولم تكن الحال على ذلك أيام النبي صلى الله عليه وسلم وخبر ابن الزبير وحديث أم المؤمنين في هذا رضي الله عنهما معروف.

فما مخدرٌ وردٌ بحفان زأره ... إلى القرن زجر الزاجرين توردا

بأمضى من الحجاج في الحرب مقدما ... إذا بعضهم هاب الحياض فعردا

تصدى صناديد العراق لوجهه ... وتضحى له غر الدهاقين سجدا

وللقين والخنزير مني بديهة ... وإن عاوداني كنت في العود أحمدا

وإشعار هذا بالختام لا يخفى.

وقال فأحسن الختام في الدالية التي فضله بها عبيدة بن هلال:

إنا وإن رغمت أنوف مجاشعٍ ... خيرٌ فوارس منهم ووفودا

نسري إذا سرت النجوم وشبهت ... بقرًا ببرقة عالجٍ مطرودا

قبح الإله مجاشعًا وقراهمو ... والموجفات إذا وردن ورودا

قوله والموجوفات قسم والموجفات هن الإبل والنفحة القرآنية جلية ههنا، يأخذ من أقسام القرآن نحو والعاديات ضبحا، والموجفات استمرار وتكملة لقوله نسري إذا سرت النجوم- ثم ههنا كالدورة والرجعة إلى المطلع:

أهوىً أراك برامتين وقودا ... أم بالجزيرة من مدافع أودا

وآخر الحائية التي في عبد الملك مقطع واضح حسن:

رأى الناس البصيرة فاستقاموا ... وبينت المراض من الصحاح

<<  <  ج: ص:  >  >>