إني لمرتقبٌ لما خوفتني ... ولفضل سيبك يا ابن يوسف راجي
ولقد كسرت سنان كل منافقٍ ... ولقد منعت حقائب الحجاج
وكذلك آخر البائية التي في مدحه وأولها:
سئمت من المواصلة العتابا ... وأمسى الشيب قد ورث الشبابا
ثم يقول في آخرها:
كأنك قد رأيت مقد ماتٍ ... بصين ستان قد رفعوا القبابا
جعلت لكل محترسٍ مخوفٍ ... صفوفًا دارعين به وغابا
وآخر البائية التي في الهجاء:
أقلي اللوم عاذل والعتابا ... وقولي إن أصبت لقد أصابا
ظاهر جليٌ أنه نهاية:
إليك إليك عبد بني نميرٍ ... ولما تقتدح مني شهابا
إليك أي تنح وابتعد وذكر صاحب الكتاب يرويه عن أبي الخطاب أنه سمع من العرب من يقال له إليك فيقول إلي كأنه قيل له تنح فقال أتنحى، ذكر هذا في بابٍ من الفعل سمي فيه الفعل بأسماء مضافة ليست من أمثلة الفعل الحادث وهو ما يسميه النحاة اسم الفعل، فكأن الراعي النميري بقوله لما سمع بيت جرير «يقولون شرًّا» قد قال كهذا العربي «إلي» إذ لم يرووا أنه أجاب جريرًا.
ومن لطيف ما جعله جرير خاتمة لمدائحه قوله في كلمته يمدح بها جد عبد الرحمن الداخل وهو معاوية بن هشام.
ماذا ترى في عيال قد برمت بهم ... لم تحص عدتهم إلا بعداد
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية ... لولا رجاؤك قد قتلت أولادي