للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبيتان مما يستشهد بهما النحويون من شراح الألفية وغيرهم وذكرهما صاحب المغنى في أن «أو» قد تكون للإضراب عند الكوفيين وغيرهم وأشار إلى قول الفراء في آية الصافات: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} أو هاهنا في معنى بل، كذلك في التفسير مع صحته في العربية. أ. هـ. قلت والتي في بيت جرير إنما على التي في سورة الصافات حذيت، يدلك على ذلك أن جريرًا كان قرآنيًّا، يكثر من الإشارة إلى الآي والحذو عليها كقوله:

نال الخلافة إذ كانت له قدرًا ... كما أتى ربه موسى على قدر

وقوله: أما البعيث فقد تبين أنه ... عبدٌ فلعلك في البعيث تمارى

فهذا نهج قرآني، قال تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ} الآية، وقال تعالى: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ} الآية وكلتاهما في سورة الكهف.

وقوله:

إن البعيث وعبد ءال مقاعس ... لا يقرآن بسورة الأحبار

وعبد آل مقاعس هو الفرزدق في زعمه وقيد نفسه ولم يحفظ القرآن مع ما كان يجيء به من الاستشهاد بالآي والإشارة إليها، فعيره جرير ذلك، وسورة الأحبار هي المائدة وفي حفظها شدة فيكون جرير عني ذلك مع ما فيها من عظة وتحريم، وكان الفرزدق يعاقر وآية المائدة في ذلك هي الوارد بها التحريم وفي هامش تعليق الأستاذ الصاوي: «وسورة الأحبار» هي سورة المائدة لقوله تعالى فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} قلت وهذا أولها والذي ذهب إليه الأستاذ الصاوي يحتمل والذي ذكرناه أحسبه أشبه بالمراد والله أعلم.

وقوله:

قامت سكينة للفحول ولم تقم ... بنت الحتات لسورة الأنفال

<<  <  ج: ص:  >  >>