يشير به إلى قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} وذلك بدليل قوله إن جسمها المجرد كجسم البغل.
من كل آلفة المواخر تتقي ... بمجردٍ كمجرد البغال
ومن خواتيم الفرزدق، قوله في آخر كلمة هجا بها الأمير عمر بن هيبرة الفزاري:
إن الضجاج لكم شؤم وإن لكم ... عندي نواقر صمًّا تفلق الحجرا
وهذا قريبٌ في جوهر المعنى من قول جرير: «إليك إليك عند بني نمير» الذي مر الاستشهاد به.
وختم الفرزدق رائية له في يزيد بن عبد الملك بنحو مما ختم به جريرٌ داليته يعرض به وبالخنزير، فقال بعد أن فخر بنفسه قائلًا:
ما حملت ناقةٌ من سوقةٍ رجلًا ... مثلي إذا الريح لفتني على الكور
أكرم قومًا وأوفى عند معضلة ... لمثقل من دماء القوم مبهور
أي أثقلته الديات فهم يحملونها عنه.
ألا قريشًا فإن الله فضلها ... مع النبوة بالإسلام والخير
وبعد أن مدح بني مروان وبني أمية:
حربٌ ومروان جداك اللذا لهما ... من الروابي عظيمات الجماهير
الضاربين على حقٍّ إذا ضربوا ... يوم اللقاء وليسوا بالعواوير
وبعد أن سخر من آل المهلب إذ خرجوا على يزيد بن عبد الملك فهزمهم العباس وعمه مسلمة بن عبد الملك:
لقد عجبت من الأزدي جاء به ... يقوده للمنايا حين مغرور
حتى رآه عباد الله في دقلٍ ... منكسًا وهو مقرون بخنزير