هكذا ذكروا أن يزيد بن المهلب صلب بعد مقتله يوم العقر.
للسفن أهون بأسًا إذ تقودها ... في الماء مطلية الألواح بالقير
وذلك أن أزد عمان كانوا قومًا بحريين.
وهم قيامٌ بأيديهم مجاد فهم ... منطقيين عراةً في الدقارير
أي في تبابين النوتيين أي سراويل البحاريين وهن قصيرات. ثم بعد هجاء الأزد ومدح آل أبي العاصي ختم بالتفاتة إلى جرير.
اخسأ كليب فإن الله أنزلكم ... قدمًا منازل إذلالٍ وتصغير
ومن جيد ما ختم به آخر لاميته التي فر بها إلى سعيد بن العاص:
ترى الشم الجحاجح من قريش ... إذا ما الأمر في الحدثان عالا
بني عم النبي ورهط عمرو ... وعثمان الذين علوا فعالا
قيامًا ينظرون إلى سعيد ... كأنهم يرون به هلالًا
ضروب للقوانس غير هدٍ ... إذا خطرت مسومة رعالا
المسومة الرعال هنا خيل الحرب -وصفه إذ يقوم الناس له بالسيادة ثم أتبع ذلك وصفه بالفروسية والإقدام وجعل ذلك خاتمة لما أمله من ملجأ عنده وجوارٍ من زيادٍ لدى كنفه.
ومن جيد خواتيمه آخر الكلمة التي رثى بها ابنين له وهي مما اختاره المبرد في الكامل، وأولها:
بفي الشامتين الترب إن كان مسني ... رزية شبلي مخدرٍ في الضراغم
وفي آخرها:
فما ابناك إلا من بني الناس فاصبري ... فلن يرجع الموتى حنين المآتم