للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي آخر مرثيته للحجاج:

يقولون لما إن أتاهم نعيه ... وهم من وراء النهر جيش الروادف

شقينا وماتت قوة الجيش والذي ... به تربط الأحشاء عند المخاوف

فإن يكن الحجاج مات فلم تمت ... قروم أبي العاصي الكرام الغطارف

ولم يعدموا من آل مروان حيةً ... تمام بدور وجهه غير كاسف

له أشرقت أرض العراق لنوره ... وأومن إلا ذنبه كل خائف

وهذا مقطع حسن واف كما ترى ولولا خشية الإطالة وإن لنا إلى الفرزدق عودة إن شاء الله لاستشهدنا له بخواتيم أخر.

وقال عمر بن أبي ربيعة في آخر الرائية المعروفة يصف الناقة:

فسافت وما عافت وما رد شربها ... عن الري مطروق من الماء أكدر

الشين من شربها مثلثة. وأول هذه الأبيات جاء به بعد آخر الغزل حيث قال وقد نجا بعد أن خرج متنكرًا:

فلما أجزنا ساحة الحي قلن لي ... ألم تتق الأعداء والليل مقمر

وقلن أهذا دأبك الدهر سادرًا ... أما تستحي أو ترعوي أو تفكر

إذا جئت فامنح طرف عينك غيرنا ... لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر

فآخر عهد لي بها حين أعرضت ... ولاح لها خدٌّ نفقي ومحجر

سوى إنني قد قلت يا نعم قولةً ... لها والعتاق والأرحبيات تزجر

هنيئًا لأهل العامرية نشرها ... اللذيذ ورياها التي أتذكر

وقمت إلى عنسٍ تخون نيها ... سرى الليل حتى لحمها متحسر

ثم أخذ يصف الناقة والبئر والماء والآجن بالصحراء:

به مبتنى للعنكبوت كأنه ... على طرف الأرجاء خامٌ منشر

<<  <  ج: ص:  >  >>