للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذين استشهدنا بمقاطع أشعارهم من الإسلاميين منبئون عن غيرهم ولا سيما جرير والفرزدق فهما العمود، أي ما يعمد إليه ويجعل أساسًا، وهذا من ألفاظ الجاحظ والمتقدمين من أدباء القرن الثاني وما بعده. ومما عسى أن يحسن أن نجعله كالخاتمة لهذا الفصل قول الفرزدق في هجاء إبليس في آخر الميمية التي تحدث فيها بهجائه:

وإن ابن إبليس وإبليس ألبنا ... لهم بعذاب الناس كل غلام

لهم أي للناس.

هما تفلا في في من فمويهما ... على النابح العاوي أشد رجام

وفي طبعة الديوان «أشد لجامي» وأحسبه تصحيفًا إذ هيئة الراء مما تشتبه باللام كثيرًا والبيت من شواهد الكتاب في باب الإضافة.

وقال في الرائية التي كاد يحد من قوله فيها على الزنا وعيره ذلك جرير، وهو مقطعهما ودلالته على ذلك واضحة:

ويحسبها باتت حصانًا وقد جرت ... لنا برتاها بالذي أنا شاكره

فيا رب أن تغفر لنا ليلة النقا ... فكل ذنوبي أنت يا رب غافره

هذا ونهاية عمر التي انتهى بها ونهايات ذي الرمة فيهن جميعًا كالدوران وشبه البتر على نحو من مذهب امرئ القيس.

ومما يذكر، كالملحق بهذا الباب، وليس منه، ولكنه ويثق الصلة به، ونجعله تمهيدًا للحديث عن مقاطع المولدين قول أبي تمام في آخر البائية التي مدح بها عبد الله بن طاهر:

إذا ما امرؤ ألقى إليك برحله ... فقد طالبته بالنجاح مطالبه

<<  <  ج: ص:  >  >>