للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدلنا بهذا البيت، إن كان صادقًا، أنه كان ينشد شعره فيمتلك به الأسماع، وهذا خلاف ما روى ابن المعتز أنه كان سيء الإنشاد، فالله أعلم أي ذلك كان.

بكل سالكةٍ للفكر مالكةٍ ... كأنه مستهام أو به لمم

أي هي ابنة الفكر تسلك من الفكر إلى الفكر مالكةً له فالحالين حتى كأنه عاشق مستهام أو به لمم من الجن، وهذا غاية في الاتصال والإبلاغ والإمتاع.

وقال:

إليك بعثت أبكار القوافي ... يليها سائقٌ عجلٌ وحادى

جوائز عن ذنابي القوم حيرى ... هوادي للجماجم والهوادي

أي تجاوز أذناب القوم، هوادي أي مهتديات إلى جماجمهم وهواديهم أي أعناقهم جمع هاد بمعنى عنق يعني إلى رؤسائهم وساداتهم وكبرائهم.

شداد الأسر سالمة النواحي ... من الإقواء فيها والسناد

الإقواء والسناد من عيوب القافية كما مر.

يذللها بذكرك قرن فكرٍ ... إذا حرنت فتسلس في القياد

فزعم كما ترى أن الفكر هو الذي يصنع ويصوغ وتنقاد إليه القوافي، وقرن فكر بكسر القاف أي قرين للفكر ومقابل كفء له ونظير عني الشاعر أي نفسه أي هو مقارن للفكر مقابل له قادر على أن يروض به لغة الشعر ومعانيه.

ولا ريب أنك فطنت أيها القارئ إلى ما بين هذا وبين ما زعمه كلردج من أمر المتناكرين والتوازن والاتحاد وحدة سورة الوجدان وروية الفكر وحده منها ومقارنته لها ومقابلته من شبهٍ.

لها في الهاجس القدح المعلى ... وفي كتب القوافي والعماد

<<  <  ج: ص:  >  >>