وإنما قلنا، على تخير من لذيذ الوزن؛ لأن لذيذه يطرب الطبع لإيقاعه ويمازجه بصفاته، كما يطرب الفهم لصواب تركيبه واعتدال نظمه. ولذلك قال حسان:
تغن في كل شعر أنت قائله ... إن الغناء لهذا الشعر مضمار
وعيار الاستعارة الذهن والفطنة. وملاك الأمر تقريب التشبيه في الأصل حتى يتناسب المشبه به، ثم يكتفي فيه بالاسم المستعار لأنه المنقول عما كان له في الوضع إلى المستعار له. وعيار مشاكلة اللفظ للمعنى وشدة اقتضائهما للقافية طول الدربة ودوام المدارسة، فإذا حكما بحسن التباس بعضها ببعض، لا جفاء في خلالها ولا نبو ولا زيادة ولا قصور، وكان اللفظ مقسومًا على رتب المعاني، قد جعل الأخص للأخص، والأخس للأخس، فهو البريء من العيب، وأما القافية فيجب أن تكون كالموعود به المنتظر يتشوقها المعنى بحقه واللفظ بقسطه وإلا كانت قلقة في مقرها مجتلبة لتستغن عنها. فهذ ١ هـ الخصال عمود الشعر عند العرب، فمن لزمها بحقها وبنى شعره عليها، فهو عندهم المقلق المعظم والمحسن المقدم، ومن لم يجعلها فبقدر سهمته منها يكون نصيبه من التقدم والإحسان وهذا إجماع مأخوذ به ومتبع نهجه حتى الآن». أ. هـ.
قد ترى أن المرزوقي ادعى الإجماع على هذا الذي ذكر أنه العمود المعروف عند العرب فأفاد بهذا أن المعمود إليه هو جودة الشعر. وقد أشرك معه ما يقع من