غير الشرف وقد مزجها في عياره بالشرف مزجًا متكلفًا والجزالة غير الاستقامة وليته فسر لنا الجزالة إذ مدلولها عند المتأخرين أخفى مما كان عند المتقدمين وفي زماننا هذا هو أشد خفاء مما كان عليه في المائة الخامسة.
أما الاستقامة فمن صفة التركيب النحوي حسنًا وقبحًا وهذا أمر وفاه سيبويه حقه في مقدماته وفي سائر الكتاب من بعد. وزعم عبد القاهر أن سيبويه إنما ألم بذلك إلمامًا وادعى لنفسه فضيلة السبق والاستيفاء، ولعل نصيبه من ذلك للمتأمل نسبي. ولله در ابن رشيق إذ جاء بالرشيق ذي السبق الدقيق ولم يدع لنفسه من سبق أو ابتكار ألا الجمع والتأليف (١).
(٥) والمقاربة في التشبيه- وهذا مما لا ينفرد به طلب التجويد في الشعر دون النثر.
(٦) التحام أجزاء النظم والتئامها.
(٧) على تخير من لذيذ.
(٨) الوزن.
هؤلاء البواب الثلاثة (من ٦ إلى ٨) جعلهن المرزوقي بابًا واحدًا وجلي أن النظم (ولا يراد به الوزن) باب كما الوزن باب كما اختيار الوزن باب ... على
(١) () وادعى حازم سبقًا وأغار على موسيقا الفارابي في موضع منها تعريفه للشعر حيث قال (ص ٨٩ من منهاج البلغاء طبع تونس بتحقيق الحبيب بن خوجه سنة ١٩٦٦ م): الشعر كلام مخيل موزون مختص في لسان العرب بزيادة التقفية إلى ذلك. ويكثر حازم من استعمال «الأقاويل» وهي من ألفاظ الفارابي القرآنية كثيرة في موسيقاه الكبير وأهل العصر مولعون بحازم والجرجاني الثاني والمرزوقي ولا ننكر لهم فضلًا إلا أن كون هذا الولع «موضة» لا يخفى. وأحسن حازم في أمر الربط والوحدة حيث استشهد ببائية ابي الطيب وفي أمر ألوان الأوزان وتوسع فيه شيئًا بنوع من الشرح لما جاء عند ابن رشيق وهو قول الخليل وإضافته التخييل على التعريف عناء لأنه زعم أنه في اللفظ والوزن والقائل والسامع ولو لزم التعريف المعروف لكان له أحزم والله أعلم.