أن للمرزوقي وجهًا في هذا الذي لجأ إليه من جعلهن بابًا واحدًا على ما تكلفه من ذلك، وسنذكر من ذلك بعد قليل إن شاء الله.
(٩) مناسبة المستعار منه للمستعار له -وهذا كالتكرار لما تقدم من المقاربة في التشبيه، غير أن له ما يبرر جعله بابًا مفردًا.
(١٠) مشاكلة اللفظ للمعنى وشدة اقتضائهما للقافية.
فهذه عشرة أبواب. وقد يقال أن مشاكلة اللفظ للمعنى ينبغي أن تعد بابًا، وهو وجه إلا أن في ذلك كالتكرار للبابين أو الأربعة الأبواب الأول.
وقد تصير الأبواب اثني عشر بجعل هذا الباب ثلاثة أبواب كما جعله قدامة إذ هو من قدامة مأخوذ وذلك أن يقال (١٠) مشاكلة اللفظ للوزن (١١) مشاكلة المعنى للوزن (١٢) مشاكلة المعنى للقافية -ولا يخفى تكلف المرزوقي حيث ضم اللفظ إلى المعنى وجعلهما معًا يقتضيان القافية اقتضاء شديدًا، فزاد على التكلف الذي جاء به قدامة تكلفًا آخر، وعبارة قدامة في مقدماته: «ألا إني نظرت فوجدتها (يعني قدامة القافية) من جهة ما أنها تدل على معنى، لذلك المعنى الذي تدل عليه ائتلاف مع سائر البيت من الشعر، ولها دلالة على معنى لذلك اللفظ أيضًا، والوزن شيء واقع على جميع لفظ الشعر الدال على المعنى، فإذا كان ذلك كذلك فقد انتظم تأليف الثلاثة أمور الخرى ائتلاف القافية أيضًا. إذ كانت لا تعدو أنها لفظة كسائر لفظ الشعر المؤتلف مع المعنى، فأما من جهة ما هي قافية فليس ذلك ذاتًا يجب بها أن يكون لها به ائتلاف مع شيء آخر، إذ كانت هذه اللفظة إنما قيل إنها قافية من أجل أنها مقطع البيت وآخره، وليس أنها مقطع ذاتيًّا لها وإنما هو شيء عرض لها بسبب أنه لم يوجد بعدها لفظ في البيت غيرها، وليس الترتيب، أن لا يوجد للشيء