للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا .. وهلم جرا

ولا أحتاج إلى الدليل على مكان الملنخوليا من هذا الكلام. وهاك مثالا آخر للشاعر نفسه (٢):

أين من عيني هاتيك المجالي ... يا عروس البحر يا حلم الخيال

ذهبي الشعر شرقي السمات ... مرح الأعطاف حلو اللفتات

كلما قلت له خذ قال هات ... يا حبيب الروح يا أنس الحياة

أنا من ضيع في الأوهام عمره

نسي التاريخ أو أنسي ذكره

غير يوم لم يعد يذكر غيره

يوم أن قابلته أول مره

أين من عيني هاتيك المجالي ... يا عروس البحر يا حلم الخيال

قال من أين؟ وأصغى ورنا ... قلت من مصر غريب ههنا

قال إن كنت غريبًا فأنا ... لم تكن فينسيا لي وطنا

إلخ .. إلخ

فهذا فيه رنة من أسى وإن لم يكن عنصر الملنخوليا فيه صرفًا خالصًا. ولا يخفى على القارئ ما في أبيات المرحوم علي محمود طه هاته التي استشهدنا بها من اللين اللفظي والمعنوي مع غموض في التشبيهات والصور والتعابير على وجه الإجمال، مثل قوله (١):

حيث روى الموج في أرخم نبره ... حلم ليل من ليالي كليوبتره


(١) نفسه ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>