للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثل قوله (١):

وترنم بالنشيد الوثني ... هذه الليلة حلم العبقري

وهذا الغموض نشؤه حضرية في الذوق وضعف في الأداء. والرمل يكسوه ثوبًا هلهلا من الدندنة الدامعة.

والرمليات من الطويل والقصير في هذا العصر لا تحصى عدا. والجيد فيها أندر من الكبريت الأحمر، ولعلك لا تجده في غير الشوقيات، ولا أستثني من ذلك بائية حافظ في الميكادو على خفة روحها ولا تائية العقاد:

يا نديم الصبوات ... أقبل الليل فهات

على شغف كثير من الناس بها ولا سيما بالسودان. وقد قارب الدكتور ناجي أن يجيد في قوله (٢):

وحبيب كان دنيا أملي ... حبه المحراب والكعبة بيته

من مشى يومًا على الورد له ... فطريقي كان شوكًا ومشيته

من سقى يومًا بماء ظامئًا ... فأننا من قدح العمر سقيته

خفق القلب له مختلجا ... خفقة المصباح إذ ينضب زيته

قد سلاني فتنكرت له ... وطوى صفحة حبي فطويته

فهذا معنى شريف في جملته ولكن لفظه وضيع وقد جاء به الشعراء في صياغة أسمى من هذه بكثير كما في قوله الآخر:

وهبك يميني استأكلت فقطعتها ... وجشمت قلبي صبره فشجعا


(١) ليالي القاهرة لإبراهيم ناجي (مصر) ص ٦٤.
(٢) ()؟ ؟ ؟ ؟ ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>