وأحسب أنه قد غلب على ابن الأثير رحمه الله الله تنطس الحضارة الذي طاح ببغداد فحكم بما حكم وجودة بيت تأبط شرًّا لا تخفى.
ومما يحسن أن نمثل به على ما نزعمه من الصياغة الموسيقية ذات الأصداء المتجاوبة والمتقابلة في الألفاظ والمعاني والصور والمجاز والإيقاع والجرس نونية المثقب العبدي، وقد سبق حديث عن صورها وطبيعة أدائها في الجزء الثالث من هذا الكتاب في باب الإيحاء بالتجارب الذاتية، وقد ذكرنا هناك أمر ملاحقة ذكر المواضع في إسراع وفي هذا محاكاة لما يكون في الخروج من قصة الرحلة وتشمير السير نعني الخروج من النسيب إلى ما بعده، وقلنا بعده:«ولولا خوف الاستطراد وسبق ما سيجيئ إن شاء الله، لوقفنا عند هذا المعنى، ولكن بابه الخروج» أقول فههنا موضع بابه وموضع الاستشهاد به.
منع فاطمة مثل بينها -هكذا استهل الشاعر:
أفاطم قبل بينك متعيني ... ومنعك ما سألت كأن تبيني
هي لم تبن ظاعنة ولكنها بانت بامتناعها ومواعدها الكواذب