لك في كاف كذلك الفتح والكسر -الكسر لخطاب المؤنث والفتح لأن كاف الخطاب ربما ألزموها حالة واحدة في الإفراد والتثنية والتذكير والتأنيث والجمع. قال تعالى (سورة مريم): {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ} -فكسرت الكاف للتأنيث وقال تعالى (سورة مريم): {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ} ففتحت الكاف للتذكير. وقال تعالى (الأعراف): {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}. فثنيت الكاف. وقال تعالى (النساء): {وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} فجمعت الكاف للمذكرين. وقال تعالى (يوسف): {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} فجمعت الكاف للمؤنثات. وقال تعالى (البقرة): {ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ} فكاف الخطاب للجماعة مفردة ومجموعة، كما ترى.
المعنى الذي في هذه الأبيات الخمسة هو موضوع القصيدة وعليه بنية تأليفها الموسيقي.
حول الشاعر معنى البين المجازي -أي منعها ما سأله- إلى بين حقيقي وجعلها ظعينة في ظعائن -ثم بعد أن وصف هؤلاء الظعائن فقال:
كغزلان خذلن بذات ضالٍ ... تنوش الدانيات من الغصون
ظهرن بكلة وسدلن أخرى ... وثقبن الوصاوص للعيون
رجع إلى فكرته الأولى، وهي منعها ومطالبته إياها ألا تعد مواعد كاذبات ولا تمنعه وألا تقف منه موقف المخالف المعاند وذلك قوله: