للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقواتل فيها معنى القسوة والمنع وفيها معنى «وهن على الظلام» بكسر وتشديد الظاء وفيها معنى «المواعد الكاذبات والخلاف» ورنة قوله: «وهن على الظلام» مردود لها صدى في قوله «وهن على الرجائز» لمكان قوله «وهن على» في كليهما، وقوله «واكنات» يرن له صدًى في قوله «مطلبات» و «طويلات الذوائب والقرون».

ورنة إيقاع «طويلات الذوائب والقرون» كرنة إيقاع قوله في وصف إبلهن «عراضات الأباهر والشئون» -وقوله: «وثقبن الوصاوص للعيون» يجاوب بصدى رنينه قوله من قبل: «ونكبن الذرانح باليمين» وقوله: «علون رباوة وهبطن غيبًا» يجاوب ويحكي برنته قوله «ظهرن بكلةٍ وسدلن أخرى» - والقارئ الكريم لو تتبع البيات بعد بيتًا بيتًا لوجد فيها أصنافًا من تجاوب الحروف والكلمات وجزئيات الجناس مما نكتفي بالإشارة إليه حتى لا يطول القول فتنسى أوائله عند أوساطه ويمتد سياقه.

الموضوع الذي يلي وصف الظعائن هو رحلة الشاعر نفسه، وهي رحلة رمزية كما أن رحلة الظعائن وتوديعهن رمزي، وذلك لتقرير معنى أن الصد والحرمان بينٌ وأحسب أنا أبا الطيب أخذ معنى بيته المشهور:

إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ... ألا تفارقهم فالراحلون هم

من معنى رحلة المثقب الرمزية هذه. وقد بينا من قبل دليلنا على أنها رمزية وهو قوله:

فقلت لبعضهن وشد رحلي ... لهاجرةٍ نصبت لها جبيني

لعلك إن صرمت الحبل مني ... كذاك أكون مصحبتي قروني

<<  <  ج: ص:  >  >>