ويرى والمئون جمع مأنه بسكون الهمزة وهي شحمة البطن التي حول السرة والبخت بضم فسكون ضرب من الإبل ضخام تكون ببلاد المشرق، وأحسب أن المثقب أراد أنهن كبخت في ضخامتهن، على أنه يجوز أن تكون بلاد عبد القيس لقربها من بلاد العجم كانت فيها بعض البخاتي. والشاهد ههنا عنصر المقابلة بين ناقته التي كمطرقة القيون تماسكًا وصلابة وفي اجتماع شخص الجسد، وهذه الإبل العراضات الأباهر الكبيرات شخوص الأجساد كأنهن سفائن بما عليهن من حدوج وظعائن.
وصفها بأنها كمطرقة القيون فيه تصوير حركة رأسها وعنقها. والإبل حين تسرع ترفع الأعناق وتهتز رؤوسهن. وفيه تمثيل لعنف قوله:«إذا لقطعتها ولقلت بيني» فهذا يشعر برفع اليد تحمل أداة قاطعة ثم أهوائها بذلك. وحركة المطرقة منها صدى في صفته الهر:
بصادقة الوجيف كأن هرًّا ... يباريها ويأخذ بالوضين
والصورة مراد بها تقوية معنى ما نسبه إليها من الجنون في انخراطها مسرعة مصممة ماضية في سبيل تسليها من غرام فاطمة.